السبت، 4 مارس 2017

فرصة جديدة



و أكثر ما أكره في هذه الحياة
الفرص الضائعة أو تلك الخيارات التي لا تسمح لك بفرصة جديدة . أكره في الموت عدم وجود فرصة أخرى للقاء جديد و لو للحظات ، عدم وجود فرصة أخرى للوداع ،عدم وجود فرصة أخرى لإصلاح ذات البين أو لزيادة البر، و أبغض تلك الأمور التي لا تراجع فيها ماإن أخذت قرارك و مضيت سد من خلفك الطريق و كأن صخرة تمشي ورائك أو وكأنما يتلاشى الطريق من خلفك فلا يمكنك الرجوع و ليس أمامك إلا المضي قدماً فيه، أكره تلك الفرص التي تضيع ثم أنتظرها دهراً لتتكرر ثانيةً فلا يحدث ، و أحاول خلقها من جديد فلا أتمكن ، و أكثر ما أحبه في علاقتي بالله هي التوبة أنه دائماً هناك فرصة جديدة مادام في العمر متسع ، و أكثر ما أرجوه من الحياة أن تسنح لي فرصاً لأخطئ و أتعلم من خطئي فأصيب في فرصة تالية.

الأحد، 1 فبراير 2009

لا إله إلا أنت سبحانك


" و نادى في الظلمات أن لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين " نداء رائع موحي كانت إجابته فورية من رب العزة و إسلوب فريد يبين الحالة التي كان عليها يونس عليه السلام حينها , ربما لن تكون الأية موحية لو كانت و نادى أن لا إله إلا أنت فالظلمات التي كان بها يونس في بطن الحوت بعثت فيه مشاعر الخوف المختلط بالندم .


الظلمات تلك الكلمة المعبرة عن ظلمة الليل المتراكبة مع ظلمة أعماق البحر المتراكبة مع ظلمة بطن الحوت . الظلمات التي يزيدها إحساس الخوف و الوجل ظلمة , و يزيدها الشعور بالذنب ظلمة , ظلمات أشعرت يونس بالندم على تسرعه وقطعت رجاءه في غير ربه و أشعرته بذله و حاجته اللامتناهية إلى الله عز وجل , فكان النداء ’لا إله إلا أنت’ نداء فيه من الذل و الافتقار إلى الله ما ليس في غيره لم يقل يارب النجاة , و لم يقل يارب اغفر . نادى وهو في بطن الحوت لا يسمع نداءه من الأحياء أحد , نادى و كل ذرة في قلبه تنادي معه لا إله أنت سبحانك . سبحانك ليس لي غيرك و لا يقدر على تخليصي غيرك , سبحانك أنت الرحيم الغفور التواب , سبحانك أنت المنجي .

لا إله إلا أنت ؛ نداء الفقير في أحلك لحظات فقره إلى الغني , نداء الضعيف في أشد لحظات ضعفه و ذله إلى القوي العزيز , نداء المذنب في أشد لحظات ندمه إلى الجبار الرحيم . نداء فيه من إنكسار القلب لله ما فيه , اتبعه اعتراف يونس إني كنت من الظالمين . ظلمت نفسي لما يئست من قومي ولا ييأس من أنت ربه فتركتهم دون أن يصدر إلي الأمر بتركهم . إني كنت من الظالمين , كنت و لن أكرر خطئي كنت و مقر بذنبي و معترف بضعفي و نادم على كوني .


" و نادى في الظلمات أن لا إله أنت سبحانك إني كنت من الظالمين " , فكان الرد الإلهي سريعا " فاستجبنا له و نجيناه من الغم " , فاختار الله النجاة من الغم و لم يقل و نجيناه من بطن الحوت فظلمات النفس المغمومة أظلم بألاف المرات من ظلمة البحر أو ظلمة بطن الحوت .
لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين

الجمعة، 21 نوفمبر 2008

كيف كان التاريخ سيتغير ؟!!!!



كيف كان التاريخ سيتغير لو كنت موجوداً في احدى مراحله ؟!
هل كنت تسطيع تغيير أحداثه أو التأثير فيها؟
هل كان الماضي يمكن أن يتغير لو كنا هناك فيه أم أن وجودنا فيه لم يكن ليغير شيئا؟
هل لو كنا موجودين داخل أحد الأحداث المحورية التي صاغت التاريخ كنا نقدر على تغييرها لنصوغ نحن التاريخ؟!
هل لو كنت موجوداً مثلاً أيام سقوط الأندلس كنت تستطيع منع هذا السقوط أو على الأقل استنهاض الأمة من جديد لإستعادتها أم كنت ستكون أحد الفاريين من الغزو أو بأحسن تقدير أحد الذين مكثوا و تحملوا إخفاء دينهم ليسايروا الوضع الجديد ؟
هل لو كنت موجودة أيام سقوط الخلافة كنتِ ستمنعين هذا السقوط ؟ أم كنت سأرضى بالحكم الجديد ربما على مضض كي أواصل الحياه ؟
هل لو كنت موجوداً أيام حرب فلسطين كنت مثلاً تستطيع توحيد الجيوش العربية لقلب الموازين ؟ أم أنك لم تكن لتصبح أكثر من أحد شهداء دير ياسين الذين قتلهم اليهود عن بقرة أبيهم دون أن يرفع أحدهم سلاحاً في وجهأ المحتل للزود عن أرضه ؟
أو بشكل أخر هل لو كنت أحد المماليك كنت لتكون قطز و توحد الجهود لتهزم التتار ؟
و لو كنتِ موجودة لحظة موت الملك الصالح أيوب كنتِ ستصنعين ما صنعته شجرة الدر ؟ هل كنت لتكون صلاح الدين؟
و لو كنت مطارداً وحيداً كنت تستطيع أن تصل إلى حكم الأندلس كعبد الرحمن الداخل؟
ثم الأهم من ذلك هل الآن تستطيع أو أستطيع تغيير وجه الحاضر و من ثم المستقبل لنرسم التاريخ لأجيال قادمة ؟
و هل عزيمتي وإرادتي ترقى لتغيير العالم؟
و بكم رجل أنت؟
هل أنت رجل بأمة كما كان من صاغو التاريخ رجالاً قادريين على إحياء الأمم و قيادتها و رسم حاضرها و مستقبلها و توجيه دفة الحياه لصالح مبادئهم ؟
أم أنك رجل بألف تستطيع تغيير وجه الحي الذي تسكن فيه أو المكان الذي تدرس فيه لكنك لا تقدر على إحياء أمة ؟
أم أنك رجل بعشرة تستطيع تغيير أسرتك لا أكثر ؟
أم أنك رجل برجل تكتفي بتغيير نفسك فقط؟
أم أنت أقل حتى من ذلك فلا ترقى لرسم حياتك ؟!!!!!!

ربما نتمنى جميعاً أن نكون رجالاً بأمم لكن من منا ستوصله عزيمته إلى ذلك و من منا ستقعده عزيمته ليبقى يدور في فلك نفسه ؟
كلنا يستطيع تغيير الحاضر و هناك من يدرك ذلك فيغير و هناك من تقعد به عزيمته وكسله و يسير خلف أهوائه و أحلامه و همومه ليستيقظ فجأة ليجد حياته قد انتهت .